هى الناس عايزه إيه ؟؟؟

لا أحب القراءة على الإنترنت خاصة قراءة الكتب أو الصحف لأني من أنصار القراءة الطبيعية التي تعلمناها منذ الصغر
فالورق له رائحة معينة تجذبك نحو القراءة وتشعرك بشعور ممتع ولا أجد ذلك على صفحات الشبكة العنكبوتية .
لكن أتابع ما تكتبه مواقع الصحف على الإنترنت وبالأخص قراءة التعليقات والردود من المتابعين .
وحققة اندهشت كثيراً مما قرأته , حيث تجد الموضوع يسير في اتجاه والتعليقات في اتجاه آخر !! ناهيك عن الألفاظ الجارحة
التي توجه للكاتب دون سبب مقنع سوى أنه يعرض فكرته والتي قد تصيب أو تخطئ .
ومع الافتراض أن وجهة نظره خاطئة , فهل معنى هذا أن نعنفه نتطاول عليه لمجرد أنه يتبنى فكرة معينة قد لا تروق لنا أو تختلف عن توجهاتنا !؟
ونادراً ما أجد تعليق يتكلم بموضوعية ويحاول أن يفند المقال ويرد عليه بالحجة ..
الأكثر دهشة تلك التعليقات التي تزيل بعض الأخبار العادية أو الهامة والتي يترقبها ويتابعها الكثير ..
فمثلاً قرأت خبراً عن قيام فنان شاب بصدم مواطن بسيارته فأرداه قليلاً , وأنه خرج من سراي النيابة بكفالة ألف جنيه ..
وبحكم عملي كـ محام فهذا شئ عادي جداً وسواء ابن فنان أو سائق ميكروباص فهو يخرج بكفالة مع التحفظ على السيارة مرتكبة الحادث
ثم تحال القضية برمتها إلى المحاكمة والتي تنتهي بالحكم بغرامة على المتهم , مع بعض الاستثناءات في بعض القضايا التي تثير الرأي العام والتي يكون فيها أكثر من ضحية ..
لكن تابع معي التعليقات فهذا يسب الفنان وأنه لو كان انسان عادي لما خرج مطلقاً , والذي يتكلم عن الواسطة والمحسوبية ... الخ
ثم كافة الأخبار التي تنشر على لسان فنانات أو عن أعمالهن أو حوار معهن , كلها سب وقذف لهن وعلى الفن بصفة عامة
مع عدم الخوض في هذه المسألة ولكن من يتهافت لرؤية هذه الفنانة أو متابعة أعمالها ؟ ومن يتزاحم على دور السينما لحجز تذكرة لأحدث أعمال الفنانة الفلانية ؟ ومن تزين حجرته صورة المطربة الشابة ؟ وكم الإيرادات الهائلة التي تجنيها الأفلام والمسلسلات
هكذا أصبح الجميع شيوخاً وعلماء الدين يصبوا لعناتهم على صفحات الإنترنت ؟ والغريب أنك ستجد من يكتب هذه التعليقات يضع في أذنيه سماعة يستمع بها لأحدث الأغاني الأجنبية قبل العربية !!
حتى أديب معروف وله وزنه وقلمه لم يسلم من فظاعة تلك التعليقات والتي لم تنل من موضوعه بقدر ما نالت من شخصه !!
ولو كنت متابع لبعض الأحداث الهامة مثل قضية مقتل هبة ونادين والحكم للمرة الثانية على المتهم بالإعدام ستجد التعليقات كلها تترحم على المتهم وتتمسك ببراءته لا لشئ سوى أنه من منطقة بسيطة والمجني عليهما ابنة فنانة وصديقتها من أثرياء القوم ! على الرغم من أنه قد يكون برئ فعلاً ولكن ليس لمنطق هؤلاء بالطبع !
حتى حادثة خالد سعيد والتي وصلت للإتحاد الأوروبي وأمريكا, جاء التقرير الثاني يؤكد ما ذهب إليه الأول ورغم ذلك الكل يشكك ويلعن الطب الشرعي ويؤكد حدوث مؤامرة لوأد القضية وضياع دم المجني عليه ! هل يهدأ هؤلاء حين يأتي التقرير بأن الموت ناتج عن ضرب أفضى للموت !
هذا لا يمنع أنني قلباً وقالباً غير راض عما يحدث في أقسام الشرطة ومن الكثير من الضباط وأمناء الشرطة والمخبرين ,لأنك لو بحثت ستجد مئات بل الآف على شاكلة ما حدث لخالد سعيد .
لا أدري حقاً ماذا نريد على وجه التحديد ؟؟
لقد تاهت وتشابكت جميع الخيوط والقضايا واختلط الحابل بالنابل واصبحنا نعيش في دوامة من الأحداث التي لا تنتهي .

» حتى تكون اسعد الناس
» حتي تكون اسعد الناس
» تقلب طبائع الناس فى الحياة
» محرمات استهان بها كثير من الناس اقتباس لى من كتاب الشيخ المنجد
» محرمات استهان بها كثير من الناس اقتباس لى من كتاب الشيخ المنجد الجزء لثانى