العمل في الاسلام له مكانة عظيمه أمر به المولي عز وجل وأمربه الرسول صلي الله عليه وسلم قال تعالي "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون". وقال صلوات الله وسلامه عليه( لأن يحتطب أحدكم علي ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أومنعوه)ويشير الحديث إلي أن السعي للحصول علي عمل من أجل الأعمال وليس أي عمل يسعي اليه الواحد منا فهناك عمل حلال و عمل حرام والحلال كل مايؤدي إلي مرضاة الله تعالي والحرام كل مانهي عنه الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ففي يوم كان صلوات الله وسلامه عليه يجلس مع نفر من أصحابه فمر بهم رجل يتفجر نشاطا وعافيه يسرع الخطا نحو غايته وعمله فقال قائلهم متعجبا يارسول الله لوكان هذا في سبيل الله فقال الرسول صلي الله عليه وسلم" إن كان خرج يسعي علي ولده صغارافهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعي علي أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعي علي نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعي رياء ومفاخره فهو في سبيل الشيطان".
والعمل في الاسلام عزة وكرامه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ماأكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".
فإن تعمل وتكدح ثم تأكل من عملك هذا وعرق جبينك فأنت ترتفع بنفسك عن ذل السؤال وهذا نمط رفيع من أنماط الكرامة والشرف.
ونمط العمل وكرامته يرجعان إلى الهدف من العمل ومدى الإخلاص فيه وتحقيق رضا الله ورائه وليس إلى نوعة ودرجته..
قال عليه الصلاة والسلام"لأن يأخذ أحدكم أحبله أي حباله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله به وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه او منعوه"اي ان يأخذ رجل حبل ليوثق به حزمة من حطب احتطبه وجمعه فهذا عمل يبدو في أعين الناس صغيرا ولكنه في الموازين الصحيحة للعمل جليل وعظيم لأنه جهد بذل في سبيل اكتساب رزق حلال شريف.
وتركيز الرسول عليه الصلاة والسلام على عمل الرجل بيده إعلاء لشأن الحرف التي تبدو في أعين بعض الناس شاقة أو مهينة وتزكية للحرفيين والصناع الذين يمارسون أعمالهم بأيديهم وليس العيب أن تعمل فيما يجعلك تكف نفسك وال بيتك ومن تعولهم وهذا هو المطلوب ولكن العيب أن تمد يدك للناس وإلي متي..هذا والله ولي التوفيق