عندما نسمع آيات القران تتلى أو أحاديث الرسول
صلى الله عليه وسلم أو أخبار السلف الصالح نجد كثيرا من الناس
ممن رقت قلوبهم يبكون,,
فلماذا هم يبكون ولا أبكي؟؟؟؟
أحاول أن اخشع وابكي فلا استطيع!!!
من بجانبي وأمامي وخلفي يبكون.فما السبب؟!
السبب{{ أخوتي بينه الله تعالى في قوله تعالى:
(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).المطففين.
أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير وازدادت في الغفله.
فهذا هو السبب الحقيقي في قلة البكاء من خشية الله تعالى.
يحيون ليلهم بطاعة ربهم ***بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم***مثل انهمال الوابل الهطال
لمـــــــــاذا يبكـــــون؟؟؟
ما الذي جعل هولاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا
نبكي؟!
أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الآخرة نصب أعينهم في حال
سرهم وجهرهم عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم.
أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا.
أحبتي..
اعلموا أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء
لا تأتي ولا تستمرإلا بلزوم ما يلي والاستمرار عليه:
1 التوبة إلى الله والاستغفار بالقلب واللسان,
حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قد امتلأ قلبه حياء
من ربه العظيم الحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقه للتوبه..
ما أحلم الله عني حين املهني***وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ***ولا بكاء ولا خوف و لا حزن
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت***يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها***فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا الطريق يتطلب وقفه صادقه قوية مع النفس ومحاسبتها.
2 ترك المعاصي والحذر كل الحذر منها.
صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فهي الداء العضال الذي يحجب
القلب عن
القرب من الله, وهي التي تظلم القلب وتأتي بالضيق.
3 التقرب لله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكار وخيرات.
4 تذكر الآخرة ,والعجب كل العجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا
ستنتهي
وان المستقبل الحقيقي هو الآخرة ولكننا مع هذا لا
نعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم.
قال تعالى: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ
جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ
أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً)
الاسراء.
5 العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وشرعه, وكما قال تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )فاطر.
وكما قيل: من كان بالله اعرف كان لله أخوف.
6 ثم أوصيك بالإكثار من القراءة عن أحوال الصالحين والاقتداء بهم