مما ينبغى ان يعلم ان الذنوب والمعاصى تضر ولابد ان ضررها فى القلب كضرر السموم فى الابدان على اختلاف درجاتها فى الضرر
وهل فى الدنيا والاخره شرا وداء الا سببه الذنوب والمعاصى ؟؟؟؟
فما الذى اخرج الابوين من الجنه دار اللذه والنعيم والبهجه الى دار الألام والاحزان ؟؟؟؟
وما الذى اخرج ابليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ؟؟؟
ففى المسند من حديث ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )
وفى سنن ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر المهاجرين خمس خصال اعوذ بالله ان تدركوهن ما ظهرت الفاحشه فى قوم حتى اعلنوا بها الا ابتلوا بالطواعين والاوجاع التى لم تكن فى اسلافهم الذين مضوا ولا نقص قوم فى المكيال ولا الميزان الا ابتلوا بالسنين وشده المؤنه وجور السلطان وما منع قوم زكاه اموالهم الا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا ولا خفر قوم العهد الا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فاخذوا بعض ما فى ايديهم وما ما لم تعمل اامتهم بما انزل الله عز وجل فى كتابه الا جعل الله باسهم بينهم )
وقال كعب انما تزلزل الارض اذا عمل فيها بالمعاصى فترعد فرقا من الرب جل جلاله ان يطلع عليهم
وذكر عن مالك ابن دينار قال قرات فى الحكمه : يقول الله عز وجل: ( انا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدى فمن اطاعنى جعلتهم على رحمه ومن عصانى جعلتهم على نقمه فلا تشغلوا انفسكم بسب الملوك ولكن توبوا الى اعطفهم عليكم )
وذكر الامام احمد وغيره عن قتاده قال : قال موسى ( يا رب انت فى السماء ونحن فى الارض فما علامه غضبك من رضاك قال اذا استعملت عليكم خياركم فهوعلامه رضائى عليكم واذا استعملت عليكم شراركم فهو علامه سخطى عليكم )
وذكر الامام احمد من حديث جرير ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى وهم اعز واكثر ممن يعملوا لم يغيروه الا عمهم الله بعقاب )
وقال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله
وفى الحليه عن ابن عباس انه قال ( يا صاحب الذنب لا تامن سوء عاقبته ولما يتبع الذنب اعظم من الذنب اذا عملته قله حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وانت على ذنب اعظم من الذنب وضحكك وانت لا تدرى ما الله صانع بك اعظم من الذنب وفرحك بالذنب اذا ظفرت به اعظم من الذنب وحزنك على الذنب اذا فاتك اعظم من الذنب وخوفك من الريح اذا حركت ستر بابك وانت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله اليك اعظم من الذنب )
- اما الدواء المعين على ترك المعصية والذنوب :
1-الدعاء .. وهو أعظم دواء , وأنفع علاج لكل بلاء ..
يامن يريد ترك الذنوب ..ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء ...
لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب قال تعالى :
( وقال ربكم أدعوني استجب لكم )
وقال ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)(7).
يقول القرآن: الصلاة صمام أمان ووسيلة سيطرة، ولكن ذكر الله في القلب يبعد الإنسان عن الذنوب أكثر من الصلاة.
ونستفيد من هذه الآية بأن فضيلة الدعاء والمناجاة مع الله في مرتبة أعلى من الصلاة. وقد جاء في الروايات: "الدعاء مخ العبادة"(
.
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة في ترك بعض الذنوب
ولكنهم لما التجأوا إلى الله وجدوا التوفيق والعون الرباني ,
وما أجمل الدعاء في السجود , في تلك الحظة
( وأنت ساجد ... تكون قريبا من الله ) .
قال صلى الله عليه وسلم :
(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) . رواه مسلم ,
فيا غالي ويا غالية ( ابك في سجودك وأبشر بخير ) .
2- المجاهدة... لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة ..
إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة ,
ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول :
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
3-معرفة عواقب المعصية ونتائجها...
إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها ..
فمن عواقب الذنوب ( الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق والوحشة بينك وبين الله وغيرها من عواقب الذنوب ) .
انظر كتاب ( الجواب الكافي ) .
4- تذكر الموت ( كل نفس ذائقه الموت )
5- تذكر اسم الرقيب ( وكان الله على كل شيء رقيبا ) .. فالله يراقبك ..
ويعلم بحالك ..
ويراقبك تحركاتك ..
ونظراتك ..
وسمعك ..
وقلبك ( والله يعلم مافي قلوبكم )
فإذا دفعتك نفسك للذنوب فقل لنفسك ( إن الله يراني ) .
6- تذكر شهادة الجوارح عليك .. تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية
أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها أنها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في "أرض المحشر" ...
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )
يا سبحان الله .. من أنطق اليدان ؟ من أنطق القدمان ؟ إنه الله جل في علاه ...