"تخيل بيتك منور من غير ولا لمبة"
قد تكون هذه الجملة هى أمنية كل مصرى يدفع فاتورة كهرباء فلكية لمحصل الكهرباء شهرياً،
متمنياً أن يتم إلغاء الكهرباء التى تكلفنا مبالغ طائلة، ولكن هل هذه الأمنية السرية قابلة للتحقيق؟ "محمد على"41 عاماً
المصرى البسيط قضى ثلاث سنوات كاملة فى تحقيق هذه الأمنية ليخرج فى النهاية باختراع عبقرى يمنع عنك "زن" محصل الكهرباء
الذى يدق بابك "كل شهر"، "وهينورلك بيتك، ومكتبك ورصيف الشارع وأى منطقة ببلاطة واحدة".
"البلاط المضىء" هو الاختراع الذى خرج به "محمد" من معمله المتواضع بعد ثلاث سنوات من التجارب،
"محمد" الذى ثقف نفسه بنفسه وأتقن وتعلم كل حرفة يعمل بها، كما عمل لفترة لا بأس بها فى مجال الديكور الذى يعتمد على "خراطيم النور"
أو السلاسل المضيئة والتى تستهلك الكهرباء بشكل كبير، فكر فى حل بديل يمكن من خلاله توفير الكهرباء المستهلكة
ويدخل أيضاً فى استخدامات متعددة نحتاج فيها للإضاءة، ومن هنا بدأ العمل على مادة "الفسفور" ودرسها جيداً
ليضيف إليها مجموعة من المواد الكيميائية التى رفض الإفصاح عنها لأنها "سر المهنة"، بالإضافة إلى تجارب التى لا تنتهى
عكف عليها لمدة ثلاث سنوات ينفق فيها من جيبه الخاص، حتى توصل لأفضل نتيجة وهى مادة سائلة مضيئة
يمكن سكبها على أى مادة خام "سيراميك أو أسمنت أو زجاج" لتبقى مضيئة لأكثر من 12 ساعة.
اليوم السابع التقت بـ"محمد" للحديث عن اختراعه ويقول "محمد": الفكرة التى توصلت لها هى مادة مضيئة بديلة للطاقة
تعتمد فى تكوينها الأساسى على "الفسفور" وبعض المواد الأخرى، قمت بعد ذلك بتجربتها على عدد من المواد الخام
وكان أفضلها هو "البلاط" الذى يطلق عليه "المرمر" أو "البرقوقة" وهو نوع من الحصى الصغير الذى تقبل المادة السائلة،
وبعد تشبعه بالمادة قمت بتغليفه بطبقة من مادة "إيبوكسى" وهى مادة شفافة صلبة قابلة للتعرض للضوء
وهى مادة معروفة عالمياً، وفى النهاية خرجت البلاطة المضيئة فى شكلها النهائى.
يكمل"محمد":
البلاطة المضيئة يكفى 2 متر مسطح منها لإضاءة غرفة مساحتها 16 متر إضاءة قوية بدون استخدام أى إضاءات أخرى، وذلك عن طريق شحنها بأى مصدر ضوء سواء ضوء الشمس أو أى ضوء أخر لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 120 دقيقة لتبقى مضيئة من 9 إلى 12 ساعة متواصلة دون الحاجة إلى أى مصدر كهرباء أو أى تكلفة من أى نوع.وعن الاستخدامات التى فكر فيها "محمد" لاستخدام بلاطته المضيئة يقول: البلاطة المضيئة يمكن أن تدخل فى عدد كبير من الاستخدامات،
نظراً لقوتها حيث إنها أقوى وأصلب من الجرانيت بنسبة 30%، ويمكن استخدامها فى إنارة البيوت أو الأرصفة فى الشوارع فى أشكال جمالية رائعة، إلى جانب استخدامها فى ممرات الطائرات أو مصدات الأمواج فى البحر لتنير الليل للسفن دون الحاجة للفنار، كما يمكن استخدامها داخل السجون، أو إدخالها فى صناعة أشكال ديكورات مضيئة على السيراميك أو الرخام، وغيرها من الاستخدامات التى لا حصر لها والتى ستوفر الكثير من الأموال المهدرة وخاصة أنها تتناسب مع محدودى الدخل. أما عن رحلة الكفاح التى سلكها "محمد" للترويج لاختراعه يقول: بعد أن انتهيت من تصميم البلاطة توجهت إلى استخراج براءة الاختراع
التى حصلت عليها بالفعل، لأنتقل بعدها إلى مركز البحوث والبناء لأجرى عليها اختبار "البرى" الذى أثبت أنها صالحة للاستخدام،
كما أثبت أنها مقاومة للمياه العذبة والمالحة ومقاومة لعوامل المناخ وضد الصدمات والاحتكاك والرطوبة،
كما أنها أصلب من الجرانيت بنسبة 30% وجاهزة أيضاً للاستخدام.
"محمد" الذى خرج بشهادة جودة لمنتجه من معهد البحوث والبناء، نزل على أرض الواقع ليجد الصدمة التى تواجه كل عبقرى فى مصر،
ويفاجأ بعد اهتمام بتنفيذ هذا الاختراع داخل مصر، وتحاول السفارة الأمريكية الحصول عليه
لتنفيذه بالخارج وهو ما رفضه "محمد" لرغبته فى تنفيذه داخل بلده.
"محمد" حصل على تصريح من وزارة الصناعة بقطعة أرض لإقامة مصنع وهو تصريح جار لمدة عام انتهى بالفعل،
قبل أن يتمكن "محمد" من دفع المبلغ المطلوب وهو 200 ألف جنيه على أقل تقدير، لتسحب منه قطعة الأرض لعدم قدرته على تمويل المشروع
الذى أنفق عليه بالفعل 300 ألف جنيه لاستيراد المواد الخام من الخارج.
"بحلم أبنى مصنع أبدأ أنفذ فيه المشروع جوا بلدى" هكذا أنهى "محمد" حديثه لـ"اليوم السابع"،
متمنياً أن يبدأ مشروعه الذى يحتاج إلى مليون جنيه كرأس مال مبدئى وهو مبلغ قليل مقارنة برأس مال المشروعات المماثلة،
ونظراً للمبالغ الطائلة التى قد يوفرها هذا الاختراع وما يمكن تحقيقه من خلال استخدام بديل جيد للطاقة لا يحتاج لتكاليف تذكر.
البلاط المضىء