تأجيل محاكمة 13 ضابطاً في قضية متظاهري إمبابة إلي 5 مارس
الشرطة أدخلت دفاع المتهمين القفص.. لحمايتهم من هجوم أهالي الضحايا
كتب- محمد الطوخي:
قررت محكمة جنايات الجيزة أمس تأجيل محاكمة 13 ضابطا وأمين شرطة بقسمي شرطة كرداسة وامبابة والمتهمين بقتل 6 والشروع في قتل 18 آخرين يومي 28 و29 يناير 2011 لجلسة 5 مارس المقبل لسماع أقوال شهود النفي واستدعاء الدكتور أسامة أحمد سليمان نائب مدير كبير الأطباء الشرعيين لمناقشته واستعجال تقرير مصلحة التدريب بوزارة الداخلية وتكليف الخبير بمضاهاة الصور المقدمة من دفاع المدعين بالحق المدني مع الفيديوهات المصورة لبيان ما اذا كان الضابط الموجود بالصور هو نفسه الضابط الموجود بالفيديوهات وذلك بعد ان استمعت المحكمة لثلاثة من شهود الاثبات.
صدر القرار برئاسة المستشار عصام خشبة وعضوية المستشارين محمد ناجي شحاتة وجمال مصطفي محمد بحضور طارق أبوالنصر رئيس نيابة بأمانة سر سيد الوحش وسيد حجاج.
بدأت وقائع الجلسة بايداع المتهمين قفص الاتهام واثبات حضورهم وأثناء ذلك اعترض أهالي المجني عليهم قائلين للمحكمة "ان شخصا واحدا فقط من المتهمين هو الذي يجيبهم بقوله "أفندم" الا ان رئيس المحكمة قال لهم "ما تيجوا تقعدوا مكاني". بينما استمعت المحكمة لأقوال العقيد أحمد قدري المستشار العسكري بمحافظتي الجيزة وأكتوبر الذي أكد انه أثناء عمله يومي 28 و29 يناير 2011 تلقي العديد من البلاغات من مأموري ورؤساء المباحث بجميع أقسام ومراكز الشرطة بمديرتي الأمن والتي تضمنت قيام مجموعة من الأهالي بالهجوم علي الأقسام واشعال النيران بها فقام بابلاغ قياداته بالمنطقة المركزية بالأحداث حتي يتمكنوا من تحريك القوات بعد ذلك مشيراً إلي أنه لم يأمر ضباط الشرطة باطلاق النيران أثناء تعاملهم مع المتظاهرين أمام تلك الأقسام. كما استمعت المحكمة لأقوال الشاهد شريف محمد 18 سنة "جزار" والذي قرر انه أثناء وقوفه مع مجموعة من أصدقائه أسفل العقار المقيمين فيه يوم 29 يناير 2011 لحماية منزله من السرقات وبعد عودته من عمله شاهد ضابط الشرطة محمد مختار علي مسافة 50 مترا يتجه نحوهم وبصحبته عدد من أفراد الشرطة يطلقون الرصاص عليهم ولا يعلم ما هو السلاح الذي كان يحمله مما تسبب في اسقاط زميله محمد أحمد علي الأرض مصابا بطلق ناري بكتفه الايسر كما أصيب في بطنه وأشار إلي ان المسافة كانت بينه وبين قسم الشرطة لا تتجاوز ال 500 متر.
نفي الشاهد ما ذكره في تحقيقات النيابة من انه شاهد ثلاث ضباط آخرين بصحبة المتهم وأضاف أنه لم يسبق له التعامل من قبل مع الضابط محمد مختار الا انه يعرفه من خلال مشاهدته له أثناء تردده علي المنطقة المقيم بها. وأنهي الشاهد أقواله بقوله ان اصابته تسببت في جلوسه في منزله ثلاثة أشهر وخروج الأحشاء من جسده. ورؤيته الموت أمام عينه بعد اجراء عمليتين جراحيتين له نتيجة اصابته.
كما استمعت المحكمة لأقوال الشاهد شريف سيد شرف 26 سنة ميكانيكي والمصاب في الأحداث والذي قرر انه يوم 29 يناير وبعد صلاة العصر سمع من بعض الأهالي قيام ضباط الشرطة بامبابة باطلاق الرصاص علي الأهالي وانه عندما شاهدهم حاول الفرار الا ان احدي الطلقات اصابته في بطنه وأسفل قلبه مما تسبب في سقوطه علي الأرض ونقله للمستشفي وعلم بعد ذلك من الأهالي بقيام ضباط القسم باطلاق الرصاص عليهم. وحدد الشاهد المسافة التي كان يقف فيها علي بعد حوالي 100 متر من قسم الشرطة ونفي الشاهد ما قرر به في تحقيقات النيابة من مشاهدته لأشخاص يقذفون الحجارة علي قسم الشرطة مدعياً انه لم يكن متظاهراً وأكد كذلك انه أصيب يوم 29 يناير وليس 30 يناير كما قرر في تحقيقات النيابة. واحتج الأهالي علي سؤال دفاع أحد المتهمين للشاهد من امكانيته تحديد الرصاص المستخدم في الحادث الا ان رئيس المحكمة أثبت السؤال في محضر الجلسة ورفض توجيه السؤال للشاهد.
أثبتت المحكمة حضور شاهد الاثبات أحمد ابراهيم أحمد والذي أكد تمسكه بشهادته التي أدلي بها أمام المحكمة وقرر أنه تعرض لاكراه قام علي أثره بتقديم شهادة في الشهر العقاري مخالفة لما قاله أمام المحكمة.
طلب دفاع المتهمين سماع شهادة مدير الادارة الزراعية بامبابة ومدير السنترال لسماع شهادتهما بشأن الأحداث التي عاشاها أثناء عملهما ومشاهدتهما المتظاهرين أثناء الاعتداء علي مقر عملهما ثم قيامهما بالتوجه إلي قسم الشرطة للاستغاثة بالضباط الا أنهم لم يكونوا متواجدين بالقسم. كما طلب دفاع المتهمين سماع شهود نفي آخرين وهم اللواء ابراهيم عبدالمولي مساعد مدير أمن أكتوبر للشئون المالية وأميني الشرطة محمد طه وأشرف عبدالمعز وعريفي الشرطة رجب رمضان وعلي ثروت والذين تم اصابتهم في الأحدث. كما طلب دفاع المدعين بالحق المدني عرض السيديهات المقدمة منهم بشأن الأحداث علي أحد الخبراء. كما قدموا عددا من الصور الفوتغرافية تثبت ان الأشخاص المتواجدين بالفيديوهات هم الضباط المتهمين. وعقب الانتهاء من الجلسة ورفعها للمداولة صرخ أهالي المجني عليهم "وطالبوا المحكمة بحبس المتهمين قائلين" ارضاء لوجه الله احبسوهم بقي. بينما صرخت احدي الأمهات المكلومة والتي أصيبت بحالة هيستيرية لرؤيتها أحد الضباط المتهمين يتحدث في هاتفه المحمول وآخر يدخن السجائر داخل قفص الاتهام وهو ما أثار حفيظتها وظلت تصرخ قائلة لهم "يا ظلمة منكم لله بتتكلموا في التليفون. ثم قام أهالي المجني عليهم بالهجوم علي دفاع المتهمين ومحاولة الاعتداء عليهم إلا ان ضباط الحرس تمكنوا من فض التشاجر وقاموا بادخال محامي المتهمين في قفص الاتهام واخلاء قاعة المحكمة من الحاضرين.