حبس شخص 15 يوماً شارك في مذبحة بورسعيد وأرشد عن 31 متهما
النيابة تطلب تحويل الفيديوهات لصور لتسهيل ضبط المتهمين.. واستدعاء الدنف لمواجهته بالشهود
"الجمهورية" تكشف بالصور أدلة الإدانة .. للمؤامرة الدنيئة
بورسعيد : رفيق ياسين
قرر المستشار سامي عديله المحامي العام لنيابات بورسعيد حبس هشام البدري 15 يوماً بعد الحقيق معه ومواجهته بشرائط وتسجيلات فيديو قدمها الأهالي الذين ألقوا القبض عليه بمعرفة الأهالي وتبين أنه من المتورطين في أحداث الشغب حيث أرشد عن 31 من المتهمين الأخرين جاري استخراج إذن من النيابة العامة بضبطهم
كما قرر المحامي العام استدعاء المتهم المقبوض عليه السيد الدنف من محبسه لمواجهته بأقوال الشهود الذين شاهدوه داخل مدرجات استاد بورسعيد ليلة مباراة الأهلي والمصري وهو يقوم بالتعدي علي المشجعين من جماهير الأهلي كما شاهدوه في إحدي المسيرات مع أخرين من البلطجية حاول أحدهم طعنه بسكين لقتله حتي لا يفصح عمن يحركه في أحداث الشغب والفتنة بين الناس وكان المتهم قد اعترف أمام أحمد خفاجي رئيس النيابة العامة ببورسعيد بقيامه بالتواجد في أستاد بورسعيد لكنه أنكر أن تكون هناك أصابع تحركه.
كما قرر المحامي العام السماح لطاقم تحكيم المباراة ورئيس وأعضاء مجلس ادارة النادي الأهلي ومدير النادي بالادلاء بأقوالهم أمام النائب العام بالقاهرة وضم نتيجة التحقيقات لملف القضية ببورسعيد حفاظاً علي أمنهم.
وقرر المحامي العام أيضاً التحقيق في بلاغ ائتلاف بقيام بعض الأفراد بتوزيع منشورات تفيد التعدي علي المنشآت الحيوية بالمحافظة ومنها هيئة قناة السويس وإحداث تخريب بها.
تقدم هاني الجبالي المحامي ببلاغ للمحامي العام بشأن الافراج وجوبياً عن 11 من المتهمين المحبوسين وتقل أعمارهم عن 15 سنه وطلب تطبيق قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 والمواد رقم 112 و119 التي تنص علي عدم حبس الأطفال تحت سن 15سنة وجواز احتجازهم في دور الرعاية الاجتماعية لمدة لا تزيد عن أسبوع ومخالفة ذلك تستدعي توقيع الغرامة علي الموظف المختص وأن المتهمين ال11 قد أنهوا الاسبوع وطلب الافراج عنهم طبقاً للقانون.
كما طلبت النيابة العامة من الفنيين في الإذاعة والتليفزيون تحويل شرائط الفيديو التي تم تسجيلها من كاميرات المراقبة داخل الاستاد وعددها 36 كاميرا منهما 3 كاميرات لا تعمل إلي صور فوتوغرافية وذلك حتي تتمكن أجهزة الشرطة وضباط المباحث من التعرف علي المتهمين الذين تعدوا علي الجماهير.
بعد مضي أسبوع علي كارثة الأربعاء الأسود.. بات كل ركن من أركان استاد الموت. ببورسعيد.. تنعق فيه البوم. والغربان.. ويعلن لكل ذي عينين. عن أدلة دامغة. وتفاصيل جديدة. للمؤامرة البشعة. والمذبحة المروعة التي استهدفت بلا وازع من ضمير خيرة شبابنا في عمر الزهور.. والتي سقط ضحيتها 73شابا. بينما أصيب أكثر من 300آخرين.. في مجزرة جماعية لم تشهد ملاعب الكرة في مصر. وربما في العالم. مثلها من قبل.
وبالرغم من التحقيقات. التي يجريها حاليا. فريق كبير من أعضاء النيابة العامة.. ومعاينتهم المتكررة والتي كان آخرها ظهر أمس لمسرح الجريمة بالمدرج الشرقي بإستاد الموت. والذي تم تخصيصه لجماهير ألتراس الأهلي. لمشاهدة مباراته أمام النادي المصري البورسعيدي. لجمع الأدلة وأقوال شهود العيان ومضاهاتها علي أرض الواقع للوصول إلي الحقيقة.. فما زال هناك العديد من ¢الألغاز¢ التي لم تحل بعد. والقرائن التي تؤكد تدبير الحادث. بل وتوقعه والإعداد له منذ فترة تزيد علي ثلاثة اسابيع. قبل بدء اللقاء الرياضي بين الفريقين.. والذي أراده الأشرار بليل الغدر والخيانة. ان يتحول إلي لقاء دام ¢يوجع¢ قلوب كل المصريين الذين أطاحوا بثورتهم الفريدة رأس النظام الفاسد.. ويخلق روح العداء والثأر بين أبناء الوطن.. فضلآ عن عقاب كلا من ألتراس الأهلي. وأبناء بورسعيد الباسلة. علي جهودهم كسائر المصريين في دعم وتأييد ثورة 25 يناير العظيمة. لإرساء العيش الكريم. والحرية والعدالة الاجتماعية .
تجولت عدسات ¢الجمهورية¢ داخل مدرج الموت. ¢الشرقي¢ بالإستاد الحزين.. رصدت مفردات وألغاز المؤامرة القذرة.. والتي رغم بساطتها. فإنها تثير التساؤلات والشكوك وعلامات الاستفهام.. ومع ذلك ¢عدت¢ ولا يدري أحدا كيف علي جميع العاملين بالاستاد العريق..!!
الدليل الأول : وكما يراه أحد كبار الرياضيين القدامي بالمصري رفض ذكر اسمه أن خضوع الإستاد إداريا وإشرافيا. لكل من المحافظة ومديرية الشباب والرياضة. وليس لإدارة النادي المصري مما ساعد مدبرو الحادث علي النفاذ من تلك الثغرة. بالتآمر. وإعداد الإستاد خاصة المدرج المخصص للأهلوية. لمسرح الجريمة.. مستغلين في ذلك أن إدارة النادي العريق المعنية بظروف المباراة ونتيجتها إيا كانت هي مجرد ضيف علي إدارة الإستاد. وليس لها من أمره شيئا.. لأن مفاتيح وأقفال جميع بواباته ونظام تشغيله وتشغيل إضاءته من عدمها هي في يد العاملين بإدارة الإستاد وحدهم . الدليل الثاني : والذي لايخفي علي عين أحد.. هو قيام إدارة الإستاد. بتركيب سور حديدي جديد. تؤكد لحاماته. ومعدنه حداثة تركيبة. وذلك بعرض المدرج الشرقي المخصص للأهلي. لتقسيمه إلي جزئين لأول مرة في تاريخ الإستاد وقبل مباراة الموت بنحو أسبوعين. بناء علي تعليمات مدير الأمن الجديد آنذاك والذي أقيل بعد الكارثة لحصر مشجعي الأهلي في الجزء الأيمن منه والمطل علي شارع 23 يوليو. الذي شهد تنفيذ المذبحة .!!
فتحة الاعدام
أما الدليل الثالث: علي تدبير تلك المؤامرة. والذي يري بالعين أيضا. والتقطته عدسة ¢الجمهورية¢ داخل مدرج الموت. لتقديمة للرأي العام وسلطات التحقيق.. هو ترك إدارة الإستاد وبتعليمات غريبة كذلك كما علمنا لإحدي فتحات الشبابيك بالسور العلوي لمدرج الموت في جانبه الأيمن. وخلف مقاعد المتفرجين مباشرة. مفتوحة تماما رغم اتساعها.. وهي الفتحة التي استخدمها البلطجية المنفذون للمجزرة كما ذكر شهود العيان في إلقاء الضحايا الذين حاولوا مقاومتهم. منها.. في حين أن بقية فتحات الشبابيك المجاورة والمماثلة لها في ذات السور. مغلقة تماما بكريتال حديدي كما هو واضح بالصور .!
والدليل الرابع: العثور علي أحجار بازلتية سوداء وزلط غريب عن طبيعة المدرجات الإسمنتية بالإستاد منتشرة بين مقاعد الضحايا. بالجزء الأيمن من المدرج ¢إياه¢. مما يدل علي استخدامها وإلقائها علي شباب ألتراس الأهلي من قبل المعتدين المأجورين. الذين أحضروها معهم من خارج الإستاد.. ونتيجة للتقاعس والانفلات الأمني المتعمد في هذه المباراة. وفتح بوابات الدخول دون تفتيش للجماهير. كما هو المعتاد في جميع المباريات. فقد تمكنوا من اصطحابها معهم. بالإضافة إلي العصيان الحديدية التي لفوا عليها أعلام النادي المصري للتمويه والخداع. وما كان بطيات ملابسهم من أسلحة بيضاء استخدموها جميعا. لتنفيذ المخطط الدموي. لاغتيال الشباب الأبرياء. من مشجعي الأهلي ¢63¢ شهيدا. و¢ 12¢ من مشجعي المصري علاوة علي مئات المصابين!!
قفل وجنزير
أما الدليل الأخير: فيكمن في السر وراء الغلق المتعمد للباب الخارجي لمدرج الموت بقفل وجنزير. والذي لاذ به الضحايا. في محاولة يائسة منهم نحو النجاة. من سعير المذبحة. مستغيثين بأعلي صوت.. دون مجيب. بل انطفأت الأنوار. لتزداد ¢البله طين¢ ويتمكن المجرمون من الهرب.. وتصارع الحياة ما تبقي من أمل لدي الضحايا الذين نجحوا في كسر الباب المغلق بإعجوبة.
ولكن أصابع الغدر لم تفرق. بين الضحايا ¢أهلي. ومصري¢. وسط الفوضي التي عمت الإستاد. عقب المباراة مباشرة.. خاصة أثناء فترة إطفاء الأنوار. التي استمرت قرابة ثلث الساعة. أكمل فيها المجرمون فعلتهم النكراء. في الغياب التام لقوات الأمن ¢الحاضرة الغائبة ¢ !!