دولاب العمل..يرفض العصيان
العمال واصلوا الإنتاج.. وتبرعوا ب 4 ساعات لمصر
كتب - محمد المنايلي:
أكدت وزارة القوي العاملة والهجرة ثقتها في عمال مصر الشرفاء الذين رفض غالبيتهم وتنظيماتهم النقابية دعاوي العصيان المدني أو الإضراب التي دع إليها بعض التنظيمات السياسية والحزبية أمس... ووصف مصدر مسئول بوزارة القوي العاملة والهجرة موقف عمال مصر برفض الاضراب في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر بالوطني الشريف الواعي لأوضاع بلده والمقدر للظروف التي تمر بها. مبيناً أن هذا ليس بالغريب علي عمال مصر الشرفاء وتنظيماتهم النقابية الواعية.
أشار المصدر إلي أنه رغم أن التظاهر حق مكفول والاضراب يقره القانون وفق ضوابط معينة ولظروف خاصة.. إلا أن الغالبية العظمي من عمال مصر وتنظيماتهم النقابية رفضوا التجاوب مع دعاوي العصيان والإضراب وأصروا علي مواصلة العمل والإنتاج من أجل وطنهم بل إن العاملين في بعض القطاعات الحيوية زادوا ساعات العمل أمس وبدون مقابل تأكيداً لرفضهم الاضراب ومشاركة منهم لدعم اقتصاد بلدهم وعدم تعطيل عجلة العمل وأداء الخدمات خاصة في المنشآت المرتبطة باحتياجات المواطنين اليومية.
كما أشاد مصدر بوزارة القوي العاملة والهجرة بموقف الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الذي أصدر بياناً قبل يومين مؤكداً فيه أن الوقت الحالي غير مناسب للدعوة للعصيان المدني. بالرغم من انحياز الاتحاد لحق التظاهر والاعتصام والاضراب وعدم وضع قيود علي تلك الحقوق مع مراعاة مصلحة المجتمع والمواطنين.
ولم تتلق وزارة القوي العاملة أي بيانات من أصحاب أعمال خاصة باضراب العاملين لديها أو وقوع مشاكل مع العمال فيها تتابع الإدارات المختصة بالوزارة بصفة دورية تطورات الوضع وظروف العمل بمنشآت القطاعين الخاص والاستثماري التابعين للوزارة لبحث أي شكاوي ودراسة أي مشاكل تعترض سير العملية الانتخابية.
الدعوي للعصيان انقلبت إلي النقيض حيث أعلن عمال شركة غزل المحلة والبالغ عددهم 21 ألف عامل تبرعهم بأجر اليوم لعمل صيانة للماكينات وانقاذ الشركة كما أكدوا أنهم سيعملون بدون أجر عن الأوقات الإضافية طوال الأسبوع الجاري.
أكد محمد زعبل رئيس اللجنة النقابية للعاملين بغزل المحلة أن عمال المحلة رفضوا تلك الدعاوي الهدامة ولم تسجل الدفاتر حالة غياب واحدة بل أن العمال تنازلوا عن اجازاتهم في هذا اليوم تضامناً مع الاقتصاد من جانبهم. كما رفض موظفو وزارة القوي العاملة طرح فكرة العصيان المدني مؤكدين حرصهم علي مواصلة العمل وانهاء مصالح وطلبات المترددين علي الوزارة.
الوضع في المحلة لم يختلف كثيراً عن العاشر من رمضان هذا ما أكده أشرف الدوكار رئيس اللجنة النقابية للنقل البري بالمدينة وقال إن العمل سار طوال اليوم بشكل انسيابي وشهدت المصانع إقبالاً كبيراً من قبل العاملين الذين حرصوا علي التواجد في أماكن عملهم من الصباح الباكر ورفعوا لافتات مكتوباً عليها لا للعصيان وأهلا بالإنتاج.
أكد جبالي المراغي رئيس النقابة العامة للنقل البري أنه متواجد بشوارع القاهرة الكبري منذ الخامسة من صباح أمس بحسب توقيت بداية عمل أتوبيسات الهيئة. والبالغ عددها نحو 2500 أتوبيس دون انقطاع. وأن جميع العاملين بالهيئة والجراجات توجهوا لمقار عملهم دون توجيهات علي الإطلاق.
قال سيد جمعة من اللجنة النقابية بالنقل العام إن المهندسين والعاملين والفنيين قاموا بالمبيت بالجراجات استعداداً للعمل للتأكيد علي رفضهم للعصيان المدني لافتاً إلي أن الفنيين أجمعوا علي استعداداهم منذ الأمس لتوظيف خبراتهم الكاملة لإصلاح أي أعطال من شأنها تعطيل العمل.
من جانبه أكد أحمد عبدالظاهر رئيس اتحاد عمال مصر علي انتظام حركة العمل بجميع قطاعات العمل بالدولة رغم دعوات العصيان المدني.
قال إن حركة العمل منتظمة في هيئة مترو الانفاق وفي جميع الموانئ المصرية والمنافذ البرية كرفح والسلوم وغيرهما من المنافذ. مشيراً إلي أن أحداث أمس سوف تثبت للجميع أن مصر بها شرفاء يقدرون المسئولية. ووجه عبدالظاهر التحية لكل العاملين بمترو الأنفاق وهيئة السكك الحديدية وغيرها من المرافق.
أضاف رمضان الجندي رئيس النقابة العامة للسكة الحديد أن العاملين بالهيئة طالبوا بزيادة ساعات العمل أمس لدعم الإنتاج.
فيما انتشرت منذ الصباح الباكر العديد من المنشورات تطالب المواطنين بعدم الانسياق وراء الأفكار التي تدعو إلي تخريب البلاد بينما انتشرت ايضا المنشورات التي تدعو إلي الاضراب اليوم والتي حددت مطالب الاضراب العام وكان في مقدمتها تسليم السلطة وإقالة النائب العام ومحاكمة جميع رموز النظام السابق.
من ناحية أخري سادت حالة من الغضب بين المواطنين البسطاء وسائقي بعض السيارات مما أدي إلي قيام أحد سائقي التاكسي بتعليق لافتة علي السيارة تقول العمل أمس بالمجان من أجل مصر.
قرر عدد من النقابات المستقلة رفض العصيان المدني وهو ما تسبب في أزمة داخل الاتحاد المصري للنقابات المستقلة خاصة مع إعلان عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد رفضهم للعصيان المدني وتراجع البعض الآخر وأكد الاتحاد المصري للطيران المدني التابع للنقابات المستقلة واتحاد عمال العاشر من رمضان وعمال بتروتريد رفضهم لدعاوي العصيان مؤكدين أن هدفها الإضرار بأمن مصر.
حيث قام مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بالضرائب علي المبيعات بإعلان رفضهم للعصيان من خلال بيان عاجل تم إرساله لرئيس الوزراء كمال الجنزوري وممتاز السعيد وزير المالية. أكد البيان أن النقابة العامة وجميع النقابات الفرعية الأعضاء بها رفضوا الإضراب خشية أن يندس البعض في هذا الاضراب من أجل إشعال مصر.
أكد هاني السيد رئيس النقابة العامة للعاملين بالضرائب علي المبيعات أن أعضاء النقابة مستمرون في العمل أمس تأكيداً علي رفضهم لدعاوي الإضراب.
أضاف أنهم مصرون علي مطالب الثورة المتمثلة في الإسراع بتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب. والإسراع بإعداد الدستور من لجنة مشكلة من كل أطياف المجتمع المصري السريعة والمحاكمة العاجلة لقتلة الشهداء ومن افسدوا الحياة السياسية والحزبية والنقابية في مصر وعودة الجيش لممارسة دوره الأساسي في حماية حدود الوطن. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
كما رفضت النقابة العامة للعلوم الصحية المشاركة في فاعليات الإضراب العام التي صدر به بيان عن عدة أحزاب وائتلافات.
في مدينة السويس بدأ ما يقرب من 1200 عامل بميناء العين السخنة التابعين لشركة موانئ دبي إضرابهم داخل الميناء أمس الأول علي أن يتحول هذا الاعتصام لإضراب عن العمل بداية من يوم أمس معلنين مشاركتهم في الإضراب العام ومطالبين بإعادة هيكلة التوصيفات الوظيفية بالشركة بحيث يتساوي من يعملون في نفس العمل في الأجر. وصرف نسبة أرباح للعمال. وصرف بدل مخاطر بحد أدني 30%. وذلك أسوة بالعاملين في نفس المجال مثل ميناء شرق التفريعة ببورسعيد وغيرها. وإبعاد الفاسدين عن الميناء ومحاكمتهم.