لساعة العاشرة وعشرين دقيقة من صباح أمس الأول.. كانت لحظة فارقة في حياة الرئيس السابق حسني مبارك.. فبمجرد ان نطق رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت بالحكم التاريخي في قضية "مبارك والعادلي" تحول الرئيس السابق - بموجب القانون - من متهم - محبوس احتياطياً - إلي محكوم عليه - مسجون.. وبالفعل تم نقله إلي سجون طرة لتنفيذ الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد في "قضية قتل المتظاهرين".
كان من المفترض ان يرتدي مبارك "البدلة الزرقاء" وهي "البدلة" التي يرتديها أي متهم بمجرد صدور حكم بالسجن عليه.. وكان من المفترض ان يخضع لباقي الاجراءات اللازمة التي تتضمنها اللائحة الداخلية للسجون مثل "الفيش والتشبيه" والحصول علي رقم.. كان من المفترض ان يتم ذلك كله أمس الأول لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
ووفقاً لما ذكره مصدر مسئول "للجمهورية" فإن سبب التأخر في تنفيذ تلك الاجراءات يرجع إلي عدة أسباب كان أبرزها بل وأهمها اصرار مبارك علي عدم النزول من الطائرة التي أقلته من أكاديمية الشرطة عقب النطق بالحكم إلي "مستشفي سجن المزرعة بطرة".
وقت طويل من المفاوضات التي أجراها الحارس الخاص بمبارك معه لاقناعه بالنزول من الطائرة. وقال المصدر ان من بين العبارات التي قالها مبارك وهو داخل الطائرة رافضاً النزول إلي السجن "بلهجة المعاتب": أنا ما عملتش حاجة حلوة طوال ستين سنة استاهل تسامحوني عليها.. طيب "موتوني".
بعد شد وجذب.. أخيراً نجح حارس مبارك في إقناعه بالنزول ودخل المستشفي قبل أقل من ساعتين من موعد إغلاق السجون - الخامسة مساء حيث غير مسموح بخروج أو دخول أحد.
ووفقاً لما ذكره المصدر المسئول "للجمهورية" ايضاً فإن مبارك دخل مستشفي سجن المزرعة التي تم تجهيزه خصيصاً لاستقبال الحالات الحرجة ورصدت الدولة له مؤخراً 5 ملايين جنيه حتي يكون مجهزا لكافة الأدوات والأجهزة اللازمة لمثل الحالات التي تعاني من نفس الأمراض التي يعاني منها مبارك.
ترك الحرس الخاص.. مبارك ودخل غرفة بالمستشفي.. نام علي أحد الأسرة في الغرفة.. فالغرفة بها خمسة أسرة.. نام مبارك علي أحدها وظلت الأسرة الأخري خالية ربما يأتي مسجون مريض.. لينام هو الآخر علي أحدها.
ظل أطباء المستشفي يتابعون حالة الرئيس السابق فالغرفة التي يرقد فيها مجهزة بأجهزة العناية المركزة.. الصمت كان هو المسيطر علي الغرفة.
لم يزر مبارك أحد سواء من خارج السجن أو داخله في أول ليلة للرئيس السابق داخل أسوار السجن.
المستشفي انتي يرقد به مبارك يقع في مكان "بعيداً" عن نجليه علاء وجمال وكافة المحبوسين والمحكوم عليهم في قضايا من رموز النظام السابق.. المستشفي مقام داخل "سجن المزرعة" وهو واحد من سبعة سجون داخل منطقة طرة.. أبرزها لمان طرة.. سجن استقبال طرة.. شديد الحراسة.. وسجن العقرب.
يقيم مبارك داخل مستشفي سجن المزرعة وهو مبني مستقل داخل السجن.. بينما يقيم نجلاه علاء وجمال داخل محبسهما بسجن "الملحق".
أمضي مبارك ليلته الأولي في السجن دون أية زيارات سواء من أسرته أو رموز النظام السابق.
لم يحدث مبارك أحداً بما دار في ذاكرته طوال "الليلة الأولي".. ربما تذكر ان السجن الذي يقيم به حالياً.. تم انشاؤه في نفس العام الذي "ولد فيه"!! انه عام .1928
يقول التاريخ ان سجن مزرعة طرة تم انشاؤه عندما كان مصطفي النحاس باشا وزيراً للداخلية في عام ..1928 وكان الهدف من انشاء هذا السجن هو تخفيف "الزحام" في سجن "أبوزعبل".. وبعد قرابة 84 عاماً يدخل مبارك السجن الذي "عمره" من عمره!!
قال مصدر أمني ان إدارة السجن ملتزمة بتطبيق لائحة السجون علي مبارك مثل أي "محكوم عليه" سواء فيما يتعلق بالزيارات المسموح بها أو الاتصالات التليفونية أو فيما يتعلق بالاطعمة التي يتناولها.. أضاف المصدر ان لائحة السجون سيتم تطبيقها بالفعل.
صباح أمس الأحد.. بدأت إدارة السجن في تنفيذ اجراءاتها مع مبارك.
تصويره.. الفيش والتشبيه.. ارتداء الزي الأزرق والحصول علي "رقم".. مثلما سجل أمس الأول انه كان آخر يوم يرتدي فيه مبارك زياً غير الأزرق - قبل صدور الحكم.. سجل يوم أمس انه أول يوم يرتدي فيه مبارك الزي الأزرق في انتظار الطعن علي المؤبد أمام النقض خلال ستين يوماً.
[img][/img]