عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن مسعود، قلت: لبيك ثلاثا ، قال : " تدري أي عرا الإيمان أوثق؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله " ثم قال: يا ابن مسعود، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: " أي المؤمنين أفضل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إذا اختلفوا , وشبك بين أصابعه أبصرهم بالحق وإن كان في علمه تقصير، وإن كان يزحف زحفا " ثم قال: " يابن مسعود , هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها , إلا ثلاث فرق: فرقة أقامت في الملوك والجبابرة ، فدعت إلى دين عيسى ، فأخذت ، فقتلت بالمناشير ، وحرقت بالنيران ، فصبرت حتى لحقت بالله ، ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لهم قوة , ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبدت، وترهبت , وهم الذين ذكر الله تعالى : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) [الحديد: 27] إلى قوله : (وكثير منهم فاسقون)[الحديد: 16] ، وفرقة منهم آمنت وهم الذين آمنوا بي , وصدقوني , وهم الذين رعوها حق رعايتها ، {وكثير منهم فاسقون} [الحديد : 27] ، وهم الذين لم يؤمنوا بي ، ولم يصدقوني ، ولم يرعوها حق رعايتها , وهم الذين فسقهم الله " أو بنحوه .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/171) ، - ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" (2069) و (2135) - ، وابن عدي في "الكامل" (2/203 و 204) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (38) ، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (2/119) ، وابن عساكر في "تاريخه" (10/391) و (36/196 و 197) عن الوليد بن مسلم
وابن بشران في "الجزء الأول من أماليه" (774) : حدثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن منجاب الطيبي ، ثنا عبد الله بن عبد الله البخاري ، أخبرني عمر بن محمد ، ثنا أبي ، ثنا عيسى بن موسى
كلاهما (الوليد بن مسلم و عيسى بن موسى) من طريق بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن مسعود .
قال ابن شاهين : " وهذا حديث حسن الإسناد ، غريب اللفظ من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبان لنا أن أهل النجاة هم العالمون بالصلاح من الفساد عند اختلاف الناس ، فمن لم يعرف الحق ، وقع في الباطل ، ومن عرف الباطل اجتنبه . ومن أدعية من تقدم : اللهم أرنا الحق حقا وألهمنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ، وألهمنا اجتنابه . فمن لزم الحق لم يضره قلة العمل ، ومن لم يعرف الحق لم ينفعه كثرة العمل ؛ لأن العمل بلا علم لا يضر ولا ينفع " .