إن الحج دورة عملية لدعم العقيدة وتصحيح العبادة ومراجعة السلوك حين ياتى الحاج هذه المشاعر التى عجت حينا بالاثام وعبادة الاصنام , بعد ان كانت فى مراحل من الزمان مهاجر ابراهيم واسماعيل اول امرها منذ ان قام " اول بيت وضع للناس " لا تشوبه شوائب الوثنية التى اطلت برأسها من قبل حين ارسل الله نوحا _ عليه السلام فلم يغن عن قومه فيها شيئا فكان الطوفان ماسحا كاسحا مطهرا الارض كلها من هذا الشر , ثم عاود الشرك الناس فكان ابراهيم - عليه السلام - فى قومه , كما كان مقيما قواعد البيت على التوحيد الذى أرسى الإسلام بنيانه واعلى جدارنه
وكان الحج اخر لبنة فى كيان عقيدة المسلم فهو ياتى من اقصى البلاد منزل الوحى ويلقى اخوة العقيدة فى صلاته ومعاملاته فيتعلم القدوة ويعلم غيره كيف تكون العبادة ويكون السلوك والمعاملات على اساس رضوان الله تعالى ويعودون إلى الديار نموذجا صادقا للحج المبرور فلا يراهم الناس إلا وقد صلح منهم القول والعمل على نحو جديد فريد لم يكن معروفا عنهم ولا مألوفا قبل الحج منهم ويتابعون مسيرة الحياة إخوانا متوادين لا تفسد الانانيات بينهم ودا ولا توهن النعرات الآثمة من اخوتهم شيئا ولقد سنى لنا النبى صلى الله عليه وسلم ان نتعجل الحج وان لا نفلت اول فرصة تتاح لأداء فريضة العمر فإن الفرص لا تواتى دائما وكم تصير الفرصة حين تنفلت غصة لاننا نريدها بعد انقلاب الزمان وتعذر الامكان فتشق وتمتنع وليس من الاسلام ان اقترض لاحج او اعرض للضياع اهلا وزوجا تتنافى نفقتهم والاستطاعة اخرج الامام احمد بمسنده عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعجلوا الحج " يعنى الفريضة _ فإن احدكم لا يدرى ما يعرض له " وهو واجب على الفور عند الاحناف والمالكية والحنابلة وبعض اصحاب الشافعى رضى الله عنهم جميعا