الجزء الأول من
دليل الحج والعمرة
الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق - شيخ الأزهر (رحمه الله)
نحمدك اللهم ونستعينك، ونستهديك الخير والتوفيق في القول والعمل، ونصلي ونسلم على رسولك الأمين محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فهذه رسالة، أضعها بين يدي من كتب الله لهم زيارة بيته الحرام، وأداء الركن الخامس في الإسلام يسترشدون بها في تأدية المناسك، في يسر الإسلام وسماحته، امتثالاً لقول الله سبحانه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: 78)، وأبتغي بها ثواب الله -تعالى- ورضوانه، وصالح الدعاء في مواطن القبول والإجابة من وفد الحجاج والعُمار، الذين تفضل الله عليهم فأعطاهم سؤلهم، ربنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الحج:
الحج: قصد مكة لأداء عبادة الطواف وسائر المناسك؛ استجابة لأمر الله وابتغاء مرضاته.
وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض معلوم من الدين بالضرورة، قال الله تعالى: "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" (آل عمران: 97).
وقال سبحانه: " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" (الحج: 27-28).
وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فيما رواه البخاري وأحمد والنسائي وابن ماجه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وروى الطبراني في "الأوسط" عن عبد الله بن جراد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حجوا؛ فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن".
وروى النسائي وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحجاج والعمار وفد الله؛ إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم".
وفي فضل الإنفاق في الحج: روى أحمد والبيهقي وغيرهما عن بريدة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله؛ الدرهم بسبعمائة ضعف".
وهو فرض على كل مسلم ومسلمة، بالغ عاقل مستطيع.
وتستحب المبادرة بأداء هذه الفريضة متى توافرت الاستطاعة.
والى اللقاء فى الجزء الثانى